223 ثم دخلت سنة ثلاث وعشرين ومائتين ذكر قدوم الأفشين ببابك في هذه السنة قدم الأفشين إلى سامرا ومعه بابك الخرمي وأخوه عبد الله في صفر سنة ثلاث وعشرين ومائتين وكان المعتصم يوجه إلى الأفشين في كل يوم من حين سار إلى برزند إلى أن وافى سامرا خلعة وفرسا فلما صار الأفشين بقناطر حذيفة تلقاه هارون الواثق بن المعتصم وأهل بيت المعتصم وأنزل الأفشين بابك عنده في قصره بالمطيرة فأتاه أحمد بن أبي دؤاد متنكرا فنظر إلى بابك وكلمه ورجع إلى المعتصم فوصفه له فأتاه المعتصم أيضا متنكرا فرآه.
فلما كان الغد قعد المعتصم واصطف الناس من باب العامة إلى المطيرة فشهره المعتصم وأمر أن يركب على الفيل فركب عليه واستشرفه الناس إلى باب العامة فقال محمد بن عبد الملك الزيات:
(قد خضب الفيل كعاداته * يحمل شيطان خراسان) (والفيل لا تخضب أعضاؤه * إلا لذي شأن من الشان)