بسم الله الرحمن الرحيم 155 ثم دخلت سنة خمس وخمسين ومائة فيها دخل يزيد بن حاتم إفريقية وقتل أبا حاتم وملك القيروان وسائر الغرب وقد تقدم ذكر مسيره وحروبه مستقصى.
وفيها سير المنصور المهدي لبناء مدينة الرافقة فسار إليها فبناها على بناء مدينة بغداد وعمل للكوفة والبصرة سورا وخندقا وجعل ما أنفق فيه من الأموال على أهلهما ولما أراد المنصور معرفة عدهم أمر أن يقسم فيهم خمسة دراهم فلما علم عددهم أمر جبايتهم أربعين درهما لكل واحد فقال الشاعر:
(يا لقوم ما لقينا * من أمير المؤمنينا) (قسم الخمسة فينا * وجبانا الأربعينا) وفيها طلب ملك الروم الصلح إلى المنصور على أن يؤدي [إليه] الجزية.