ذكر وثوب الجند بطاهر والأمين ونزوله بغداد وأقام طاهر بصرصر مشمرا في محاربة الأمين وكان لا يأتيه جيش إلا هزمه وبذل الأمين الأموال فاشتد ذلك على أصحاب طاهر فسار إليه منهم خمسة آلاف فسر بهم الأمين ووعدهم ومناهم وفرق فيهم مالا عظيما وغلف لحاهم بالغالية فسموا قواد الغالية وقود الجماعة من الحربية ووجههم إلى مسكرة الملك والنهروان فلم يكن بينهم قتال كثير وندب جماعة من قواد بغداد ووجههم إلى الياسرية والكوثرية وفرق الجواسيس في أصحاب طاهر ودس إلى رؤساء الجند فأطمعهم ورغبهم فشغبوا على طاهر واستأمن كثير منهم إلى الأمين فانضموا إلى عسكره وساروا حتى أتوا صرصرا، فعبأ طاهر أصحابه كراديس وسار فيهم يمنيهم ويحرضهم ويعدهم النصر ثم تقدم فاقتتلوا مليا من النهار ثم انهزم أصحاب الأمين وغنم عسكر طاهر ما كان لهم من السلاح والدواب وغير ذلك.
وبلغ ذلك الأمين فأخرج الأموال وفرقها وجمع أهل الأرباض وقود منهم جماعة وفرق فيهم الأموال وأعطى كل قائد منهم قارورة غالية ولم يفرق في أجناد القواد وأصحابهم شيئا.
فبلغ ذلك طاهرا فراسلهم ووعدهم واستمالهم وأغرى أصاغرهم بأكابرهم فشغبوا على الأمين في ذي الحجة فصعب الأمر عليه فأشار عليه أصحابه باستمالتهم والاحسان إليهم فلم يفعل وأمر بقتالهم جماعة