الأحاديث وتفقهت في الدين فأرى أن نبعث إلي من بحضرتك من الفقهاء فتدعوهم إلى الحق والعمل به وإحياء السنة وتقعد على الصوف وترد المظالم.
ففعل ذلك جميعه وأكرمه القواد والملوك وأبناء الملوك وكان يقول للتميمي نقيمك مقام موسى بن كعب وللربعي نقيمك مقام أبي داود وخالد بن إبراهيم ولليماني نقيمك مقام قحطبة ومالك بن الهيثم وكل هؤلاء نقباء الدولة العباسية ووضع عن خراسان ربع الخراج فحسن ذلك عند أهلها وقالوا ابن أختنا وابن عم نبينا وأما الأمين فلما سكن الناس ببغداد أمر ببناء ميدان حول قصر المنصور بعد بيعته بيوم [للصوالجة واللعب]؛ فقال شاعرهم:
(بنى أمين الله مدانا * وصير الساحة بستانا) (وكانت الغزلان فيه بانا * يهدي إليه فيه غزلانا) وأقام المأمون يتولى ما كان بيده من خراسان والري وأهدى إلى الأمين وكتب إليه وعظمه.
ذكر عدة حوادث في هذه السنة دخل هرثمة بن أعين حائط سمرقند فأرسل رافع بن الليث إلى الترك فأتوه وصار هرثمة بين رافع والترك ثم إن الترك انصرفوا فضعف رافع.
وفيها قدمت زبيدة امرأة الرشيد من الرقة إلى بغداد فلقيها ابنها الأمين