يا سيدي لقد أخطأت في قتله وأوطأت العشوة في أمره وأين توجد في الدنيا مثله؟
فقال الرشيد: قم! عليك لعنة الله يا بن اللخناء فقام وما يعقل [ما يطأ]، فما كان بين هذا وبين أن دخل عليه ابنه وضربه بالسيق إلا ليال قلائل.
ذكر ملك الفرنج مدينة تطيلة بالأندلس في هذه السنة ملك الفرنج مدينة تطيلة بالأندلس وسبب ذلك أن الحكم صاحب الأندلس استعمل على ثغور الأندلس قائدا كبيرا من أجناده اسمه عمروس بن يوسف فاستعمل ابنه يوسف على تطيلة وكان قد انهزم من الحكم أهل بيت من الأندلس أولو قوة وبأس لأنهم خرجوا عن طاعته فالتحقوا بالمشركين فقوي أمرهم واشتدت شوكتهم وتقدموا إلى مدينة تطيلة فحصروها وملكوها من المسلمين فأسروا أميرها يوسف بن عمروس وسجنوه بصخرة قيس.
واستقر عمروس بن يوسف بمدينة سرقسطة ليحفظها من الكفار وجمع العساكر وسيرها مع ابن عم له فلقي المشركين وقاتلهم ففض جمعهم وهزمهم وقتل أكثرهم ونجا الباقون منكوبين وسار الجيش إلى صخرة قيس فحصروها وافتتحوها ولم يقدر المشركون على منعها منهم لما نالهم من الوهن بالهزيمة ولما فتحها المسلمون خلصوا يوسف بن