ما كانوا به يستهزئون)، فكم من بئر معطلة، وقصر مشيد، أهملهم الله حين بدلوا السنة واضطهدوا العترة، وعندوا، واعتدوا، واستكبروا وخاب كل جبار عنيد ثم أخذهم ف (هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا).
قال وكتب إليه رجل يشكو بعض عماله فوق إلى العامل في الرقعة أن آثرت العدل صحبتك السلامة وان آثرت الجور فما أقربك من الندامة فأنصف هذا المتظلم من الظلامة.
قيل وكتب إلى [المنصور] صاحب أرمينية يخبره أن الجند قد شغبوا عليه ونهبوا ما في بيت المال فوقع في كتابه اعتزل عملنا مذموما مدحورا فلو عقلت لم يشغبوا ولو قويت لم ينهبوا.
وهذا وما تقدم من كلامه ووصاياه يدل على فصاحته وبلاغته وقد تقدم له أيضا من الكتب وغيرها ما يدل على انه كان واحد زمانه إلا انه كان يبخل، وما نقل عنه من ذلك قال الوضين بن عطاء استزارني المنصور وكان بيني وبينه خلة قبل الخلافة فخلونا يوما فقال لي يا أبا عبد الله ما لك قلت الخبر الذي تعرفه قال وما عيالك قلت ثلاث بنات والمرأة وخادم لهن فقال أربع في بيتك قلت نعم فرددها حتى ظننت انه سيعينني ثم قال أنت أيسر العرب أربع مغزل يدرن في بيتك.