دراهم، ويعطي الراجل في اليوم درهمين فاجتمع له عدد كثير فزحف بهم إلى طرابلس فخرج اليه الجند فاقتتلوا فانهزم جند طرابلس ودخل عبد الله المدينة وأمن الناس وقام بها ثم عزله أبوه واستعمل بعده سفيان بن المضاء فثارت هوارة بطرابلس فخرج الجند إليهم والتقوا واقتتلوا فهزم الجند إلى المدينة فتبعهم هوارة فخرج الجند هاربين إلى الأمير إبراهيم بن الأغلب ودخلوا المدينة فهدموا أسوارها.
وبلغ ذلك إبراهيم بن الأغلب فسير إليه ابنه أبا العباس عبد الله في ثلاثة عشر ألف فارس فاقتتل هو والبربر فانهزم البربر وقتل كثيرا منهم ودخل طرابلس وبنى سورها.
وبلغ خبر هزيمة البربر إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم وجمع البربر وحرضهم وأقبل بهم إلى طرابلس وهم جمع عظيم عصبا للبربر ونصرة لهم فنزلوا على طرابلس وحصروها، فسد أبو العباس عبد الله بن إبراهيم باب زناتة وكان يقاتل من باب هوارة ولم يزل كذلك إلى أن توفي أبوه إبراهيم بن الأغلب وعهد بالامارة لولده عبد الله فأخذ أخوه زياد الله بن إبراهيم له العهود على الجند وسير الكتاب إلى أخيه عبد الله يخبره بموت أبيه وبالإمارة له فأخذ البربر الرسول والكتاب ودفعوه إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم فأمر بأن ينادي عبد الله بن إبراهيم بموت أبيه، [فصالحهم على أن يكون البلد] والبحر لعبد الله، وما كان خارجا من ذلك يكون لعبد الوهاب، وسار عبد الله إلى القيروان فلقيه الناس وتسلم الأمر وكانت أيامه أيام سكون ودعة.