واعلم أن من شدة غضب الله لسلطانه [أنه] أمر في كتابه بتضعيف العذاب والعقاب على من سعى في الأرض فسادا مع ما ذخر عنده من العذاب العظيم فقال: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا) الآية. فالسلطان، يا بني، حبل الله المتين وعروته الوثقى ودينه القيم فاحفظه وحصنه وذب عنه وأوقع بالملحدين فيه واقمع الماردين منه واقتل الخالدين عن بالعقاب ولا تجاوز ما أمر الله به في محكم القرآن واحكم بالعدل ولا تشطط فان ذلك اقطع للشغب واحسم للعدو وأنجع في الدواء.
وعف عن الفيء فليس بك إليه حاجة ما مع خله الله لك وافتتح [عملك] بصلة الرحم وبر القرابة وإياك والأثر والتبذير في أموال الرعية واشحن الثغور واضبط الأطراف وأمن السبل وسكن العامة وادخل المرافق عليهم وادفع المكارة عنهم واعد الأموال واخزنها وإياك والتبذير فان النوائب غير مأمونة وهي من شيم الزمان.
واعد الكراع والرجال والجند ما استطعت وإياك وتأخير عمل اليوم إلى الغد فتتدارك عليك الأمور فتضيع جد في أحكام الأمور النازلات في أوقاتها أولا [فأولا] بأول واجتهد وشمر فيها واعد رجالا بالليل لمعرفة ما يكون بالنهار ورجلا بالنهار لمعرفة ما يكون بالليل وباشر الأمور بنفسك ولا تضجر ولا تكسل واستعمل حسن الظن [بربك]، وأسئ الظن بعمالك وكتابك وخذ نفسك بالتيقظ وتفقد من تثبت على بابك وسهل