أو رمحه ومن لم يبل شيئا تقدم فأبلى فكان كل من أبلى بلاء حسنا أتاه فأراه الدم على سنان رمحه أو سيفه فأتاه رجل من الحارثيين اسمه مسهر فقال له يا أبا علي أنظر ما صنعت بالقوم انظر إلى رمحي فلما أقبل عليه عامر لينظر وجأه بالرمح في وجنته ففلقها وفقأ عينه وترك رمحه وعاد إلى قومه وإنما دعاه إلى ذلك ما رآه يفعل بقومه فقال هذا والله مبير قومي فقال عامر بن الطفيل:
(أتونا بشهران العريضة كلها * وأكلب طرا في جياد النسور) (لعمري وما عمري علي بهين * لقد شان حر الوجه طعنه مسهر) (فبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا * جبانا وما أغنى لدى كل محضر) وأسرت بنو عامر يومئذ سيد مراد جريحا فلما برأ من جراحته أطلق وممن أبلى يومئذ أريد بن قيس بن حر بن خالد بن جعفر وعبيد بن شريح بن الأحوص بن جعفر وقال لبيد بن ربيعة ويقال انها لعامر بن الطفيل:
(أتونا بشهران العريضة كلها * وأكلها في مثل بكر بن وائل) (فبتنا ومن ينزل به مثل ضيفنا * يبت عن قرى أضيافه غير غافل) (أعاذل لو كان البداد لقوبلوا * ولكن أتانا كل جن وخابل) (وخثعم حي يعدلون بمذحج * فهل نحن إلا مثل احدى القبائل)