(فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت) وهي تطلق من الحبل استحياء من الناس (يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا) تعني نسي ذكري وأثري فلا يرى لي أثر ولا عين. قالت مريم كنت إذا خلوت حدثني عيسى وحدثته فإذا كان عندنا إنسان سمعت تسبيحه في بطني فناداها جبرائيل من تحتها أي من أسفل الجبل (لا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا) وهو النهر الصغير أجراه تحتها فمن قرأ من تحتها بكسر الميم جعل المنادى جبرائيل ومن فتحها قال إنه عيسى أنطقه الله (وهزي إليك بجذع النخلة) كان جذعا مقطوعا فهزته فإذا هو نخلة وقيل كان مقطوعا فلما أجهدها الطلق احتضنته فاستقام واخضر وأرطب فقيل لها (وهزي إليك بجذع النخلة) فهزته فتساقط الرطب فقال لها (فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم أنسيا) وكان من صام في ذلك الزمان لا يتكلم حتى يمسي.
فلما ولدته ذهب إبليس فأخبر بني إسرائيل أن مريم قد ولدت فأقبلوا يشتدون بدعوتها (فأتت به قومها تحمله).
وقيل إن يوسف النجار تركها في مغارة أربعين يوما ثم جاء بها إلى