يحيى وزكريا فابتعث الله عليهم ملكا من ملوك بابل يقال له جودرس فسار إليهم حتى دخل عليهم الشام فلما دخل بيت المقدس قال لقائد عظيم من عسكره اسمه نبوزاذان وهو صاحب الفيل إني كنت قد حلفت لئن أنا طفرت ببني إسرائيل لأقتلنهم حتى تسيل دماؤهم في وسط عسكري إلا أن لا أجد من أقتله وأمره أن يدخل المدينة ويقتلهم حتى يبلغ ذلك منهم فدخل نبوزاذان المدينة فأقام في المدينة التي يقربون فيها قربانهم فوجد دما يغلي فقال يا بني إسرائيل ما شأن هذا الدم يغلي فقالوا هذا دم قربان لنا لم يقبل فلذلك هو يغلي فقال ما صدقتموني الخبر فقالوا إنه قد انقطع منا الملك والنبوة فلذلك لم يقبل منا فذبح منهم على ذلك الدم سبعمائة وسبعين رجلا من رؤوسهم فلم يهدأ فأمر بسبعمائة من علمائهم فذبحوا على الدم فلم يهدأ. فلما رأى الدم لا يبرد قال لهم يا بني إسرائيل اصدقوني واصبروا على أمر ربكم فقد طال ما ملكتم في الأرض تفعلون ما شئتم قبل أن لا أدع منكم نافخ نارا ولا ذكرا إلا قتلته.
فلما رأوا الجهد وشدة القتل صدقوه الخبر وقالوا هذا [دم] نبي كان ينهانا عن كثير (م) ما يسخط الله ويخبرنا بخبركم فلم نصدقه وقتلناه فهذا دمه. فقال: ما كان اسمه قالوا يحيى بن زكريا قال الآن صدقتموني لمثل هذا انتقم ربكم منكم وخر ساجدا وقال لمن حوله أغلقوا أبواب المدينة واخرجوا من ههنا من جيش جودرس ففعلوا وخلا في بني إسرائيل