ووجدت الماء في بعدك * كالملح الزعاق فحمدت الله إذ م * ن بقرب وتلاقي وعلى الحج مقرو * نا بغزو وعتاق إن تسمحت لنفسي * بعد هذا بفراق وفى هذه السنة توفى محمد بن عبيد الله بن خاقان والد الوزير وعزى منه فكان جميل العزاء وملتزما للصبر واعتل الوزير عبد الله بن محمد في جمادى الآخرة من هذا العام بعد وفاة أبيه فكان يتحامل على الجلوس للناس فيدخلون عليه وهو لقى شديد العلة فلم يزل على هذه الحال حتى استهل شهر رمضان ثم صلحت حاله ونقه من علته وكان الوزير قد نافر نصرا الحاجب وعمل عليه عند المقتدر حتى هم بالقبض على نصر وظن الوزير أن ذلك مما يسر به مونسا في نصر إذ كان توهم أن الذي بينهما فاسد وكانا عند الناس متخالفين وهما في الحقيقة كنفس واحدة فقدم مونس وبعث إليه نصر كاتبه فتلقاه بأسفل المدائن وعرفه خبر نصر كله فوجده لنصر كمنزلة نفسه وقال للكاتب قل له عنى بحقي عليك إن تلقيتني وأخليت الدار فلا مؤنة عليك منى فان كنت لابد فاعلا فبالقرب فتلقاه نصر بسوق الاحد وكان دخول مونس في أول سنة 13 وسيقع خبره في موضعه إن شاء الله * وفى ذي القعدة من هذه السنة قدم خلق كثير من الخراسانية إلى مدينة السلام للحج واستعدوا بالخيل والسلاح فأخرج السلطان القافلة الأولى مع جعفر بن ورقاء وكان أمير الكوفة يومئذ فوقع إليه خبر القرمطي وتحركه مرتصدا للقوافل فأمر جعفر الناس بالتوقف والمقام حتى يتعرف حقائق الاخبار وتقدم جعفر في أصحابه ومن خف وتسرع من الحاج فلما قرب من زبالة اتبعه الناس وخالفوا أمره فوجدوا أصحاب الجنابي مقيمين ينتظرون موافاة القوافل وقد منعوا أن يجوزهم أحد يخبر بخبرهم فلما رأوه ناوشوه القتال ثم حال بينهم الليل وخلص ابن ورقاء بنفسه وقتل خلق كثير ممن كان معه وترك الحاج المتسرعة جمالهم ومحاملهم وفروا راجعين إلى الكوفة واتبعهم القرمطي وكان بالكوفة جنى الصفواني وثمل الطرسوسي وطريف السبكري فاجتمعوا
(٨٥)