يسكنها المحسن إلى دار أبيه بالمخرم فإذا توسط دجلة أمر من يرمى بابن قرابة فيها وكانت أيام ممدود؟؟ قال الصولي فعرفني بذلك سرا خادم للمحسن يقال له مريث لمودة كانت بيني وبينه فأشعرت ابن قرابة بما ذهب إليه فيه فلم يدخل له دارا ولا جلس منه في طيار إلى أن فرج الله أمرهم ولم تطل المدة قال الصولي وكان المحسن مقيما عندي أيام نكوبهم وكنت كثير الانحراف إليهم فلما عادوا إلى المنزلة التي كانوا بعدوا عنها اختصني علي بن الفرات وأمرني بملازمة مجلسه وزاد في رزقي سبعين دينارا وقال لي انظر ما تريد من الأعمال أقلدك إياه فسعى بي المحسن إلى أبيه بفعل واش وشى بي إليه فثقل جانبي على الوزير حتى قلت في ذلك قصيدة فأصغى إليها وقبل اعتذاري فيها وزال ما كان في نفسه وبقى المحسن على غله ومن الشعر إذا اختصرناه قل لرحا ملكنا وللقطب * وسيد وابن سادة نجب وللوزير البعيد همته * البالغ المجد غاية الرتب لا والذي أنت من فواضله * يا منقذ الملك من يد النوب ما كان شئ مما وشى لكم * ذو حسد مفتر وذو كذب هل علة أوجبت على سوى * مدحي وشكري في الجد واللعب أكفر نعماكم ويشكرها * عدوكم إن ذا من العجب فسائلوا علم ذاك أنفسكم * فليس رأيي عنكم بمحتجب متى سمعتم من السعاة أراني * الله أشلاهم على الخشب وأوطن الحتف في ديارهم * حتى يبادروا بالويل والحرب وليكم رأس ما لكم أبدا * والرأس إن ضاع ليس كالذنب (وفى هذه السنة) توفى يأنس الموفقي وكان رفيع المكانة عند السلطان عظيم الغناء عنه ولقد عزى به نصر الحاجب يوم وفاته فجعل يبكى ولا يتعزى وقال لقد أصيب الملك مصيبة لا تنجبر وقال من أين للخليفة رجل مثله شيخ ناصح مطاع ينزل عند سور داره من خيار الفرسان والغلمان والخدم ألف مقاتل فلو حزب
(٧٩)