والنواهي، وكان لا يركب ولا يمضي إلى موضع الا والشاب يمشون (1) في ركابه مجاهرا بلعن الشيخين ومن على طريقتهما انتهى.
قال بعض الأجلة: ان ما نقله عن الشيخ المزبور من ترك التقية والمجاهرة بسب الشيخين خلاف ما استفاضت به الاخبار عن الأئمة الأبرار عليهم السلام، وهي غفلة عن شيخنا المشار إليه ان ثبت النقل المذكور.
ثم قال: نقل السيد المذكور ان علماء الشيعة الذين كانوا في مكة المشرفة كتبوا إلى علماء أصفهان من أهل المحاريب والمنابر أنكم تسبون أئمتهم في أصفهان ونحن في الحرمين نعذب بذلك اللعن والسب انتهى.
ثم قال: وهو كذلك (2).
ولكن الأحقر يقول: إن فعل الشيخ من ترك التقية والمجاهرة بالسب لعله كان واجبا أو مندوبا في زمانه، والتقية لازمة مع الخوف، وهو غير منظور في حقه، مع كمال السلطنة والاستيلاء، خصوصا مع إطاعة سلطان الزمان له بلا شبهة.
ووجود الضرر على الساكنين في الحرمين على فرض التسليم للزوم اخفاء المذهب في تلك البلاد وأمثالهما، لا يوجب التزام من كان في غيرها من بلاد الشيعة على التقية، وهي حكم مخالف للأصل لا نعلم شمول أدلتها للمقام، كيف ومن الجائز عدم اطلاعه على الأذى بالنسبة إلى ساكنيها، فلا أرى البحث على مثله بجيد، فتأمل.
هذا والعجب من الشيخ إبراهيم القطيفي الأصل الغري المسكن تارة وفي الحلة أخرى، مع أنه من جملة من يروي عن الشيخ المذكور، وأخسية منزلته بالنسبة إليه، وإن كان هو بذاته جليلا عظيم المرتبة، أنه كان له معه معارضات ومناقضات، بل في كلماته في كتبه ما يدل على القدح في فضله ونسبته إلى الجهل، كما هو شأن كل معارض ومناقض في كل عصر ومصر.