إسحاق بن بشر نزلت هذه الآية في الأنبياء ثم عمت ف (يهب لمن يشاء إناثا) يعني لوطا - عليه السلام - و (يهب لمن يشاء الذكور) يعني إبراهيم - عليه السلام - (أو يزوجهم ذكرانا وإناثا) يعني: نبينا محمدا - عليه السلام - (ويجعل من يشاء عقيما) يعني: يحيى بن زكريا عليهما السلام.
وقوله تعالى: (وما كان لبشر أن يكلمه الله الا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا...) الآية نزلت بسبب خوض كان للكفار في معنى تكليم الله موسى ونحو ذلك ذهب قريش واليهود في ذلك إلى تجسيم ونحوه فنزلت الآية مبينة صورة تكليم الله عباده كيف هو فبين الله تعالى أنه لا يكون لأحد من الأنبياء ولا ينبغي له ولا يمكن فيه أن يكلمه الله الا بأن يوحي إليه أحد وجوه الوحي من الالهام قال مجاهد أو النفث في القلب أو وحي في منام قال النخعي وكان من الأنبياء من يخط له في الأرض ونحو هذا أو بأن يسمعه كلامه دون أن يعرف هو للمتكلم جهة ولا حيزا كموسى عليه السلام وهذا معنى (من وراء حجاب) أي: من خفاء عن المكلم لا يحده ولا يتسور بذهنه عليه وليس كالحجاب في الشاهد أو بأن يرسل إليه ملكا يشافهه بوحي الله عز وجل قال الفخر قوله: (فيوحي باذنه ما يشاء) أي فيوحي ذلك الملك بإذن الله ما يشاء الله انتهى وقرأ جمهور القراء والناس " أو يرسل " بالنصب " فيوحي " بالنصب أيضا وقرأ نافع وابن عامر وابن عباس وأهل المدينة " أو يرسل " بالرفع فيوحي - بسكون الياء - وقوله (أو من وراء حجاب) " من " متعلقة بفعل يدل ظاهر الكلام عليه تقديره: أو يكلمه من وراء حجاب وفي هذه الآية دليل على أن الرسالة من أنواع التكليم وأن من حلف لا يكلم فلانا وهو لم ينو المشافهة ثم أرسل رسولا حنث.
وقوله تعالى: (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا...) الآية المعنى وبهذه الطرق ومن هذا الجنس أوحينا إليك أي بالرسول و " الروح " في هذه الآية: القرآن