هذا العارض من نفسه حتى غلبه فقد كفي هما عظيما في دنياه وآخرته.
* ت * وروى مالك في الموطأ إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني كلمات أعيش بهن ولا تكثر علي فأنسى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تغضب " قال أبو عمر بن عبد البر أراد علمني ما ينفعني بكلمات قليلة لئلا أنسى إن أكثرت علي ثم أسند أبو عمر من طرق عن الأحنف بن قيس عن عمه جارية بن قدامة أنه قال يا رسول الله قل لي قولا ينفعني الله به وأقلل لي لعلي أعقله قال " لا تغضب فأعاد عليه مرارا كلها يرجع إليه رسول الله لا تغضب " انتهى من " التمهيد " وأسند أبو عمر في التمهيد أيضا عن عبد الله بن أبي الهذيل قال لما رأى يحيى أن عيسى مفارقه قال له أوصني قال لا تغضب قال لا أستطيع قال لا تقتن مالا قال عسى انتهى. وروى ابن المبارك في رقائقه بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من كف لسانه عن اعراض المسلمين أقاله الله عثرته يوم القيامة ومن كف غضبه عنهم وقاه الله عذابه يوم القيامة " قال ابن المبارك وأخبرنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال إن الله تبارك وتعالى يقول " من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ومن ذكرني حين يغضب ذكرته حين أغضب فلم أمحقه فيمن أمحق " انتهى.