وقوله تعالى: (ورحمت ربك خير مما يجمعون) قال قتادة والسدي يعني الجنة قال * ع * ولا شك أن الجنة هي الغاية ورحمة الله في الدنيا بالهداية والايمان خير من كل مال وفي هذا اللفظ تحقير للدنيا وتزهيد فيها ثم استمر القول في تحقيرها بقوله سبحانه: (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة...) الآية وذلك أن معنى الآية أن الله سبحانه أبقى على عباده وأنعم عليهم بمراعاة بقاء الخير والايمان وشاء حفظه على طائفة منهم بقية الدهر ولولا كراهية أن يكون الناس كفارا كلهم وأهل حب في الدنيا وتجرد لها لوسع الله على الكفار غاية التوسعة ومكنهم من الدنيا وذلك لحقارتها عنده سبحانه وانها لا قدر لها ولا وزن لفنائها وذهاب رسومها فقوله (أمة واحدة) معناه في الكفر قاله ابن عباس وغيره ومن هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم " لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء " وروى ابن المبارك في " رقائقه " بسنده عن علقمة عن عبد الله قال " اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فأثر الحصير في جنبه فلما استيقظ جعلت امسح عنه وأقول يا رسول الله الا آذيتني قبل أن تنام على هذا الحصير فابسط لك عليه شيئا يقيك منه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالي وللدنيا وما للدنيا وما لي ما أنا والدنيا الا كراكب استظل في فئ أو ظل شجرة ثم راح وتركها " انتهى وقد خرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح و (سقفا) جمع
(١٨٠)