لنبيه حالهم في القيامة عند رؤيتهم العذاب وقولهم (هل إلى مرد من سبيل) ومرادهم الرد إلى الدنيا والرؤية هنا رؤية عين والضمير في قوله (عليها) عائد على النار وإن لم يتقدم لها ذكر من حيث دل عليها قوله (رأوا العذاب) وقوله (من الذل) يتعلق ب (خاشعين).
وقوله تعالى: (ينظرون من طرف خفي) قال قتادة والسدي المعنى: يسارقون النظر لما كانوا فيه من الهم وسوء الحال لا يستطيعون النظر بجميع العين وانما ينظرون ببعضها قال الثعلبي قال يونس (من) بمعنى الباء أي ينظرون بطرف خفي أي ضعيف من أجل الذل والخوف ونحوه عن الأخفش انتهى وفي البخاري (من طرف خفي) أي ذليل.
وقوله تعالى: (وقال الذين آمنوا أن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القامة...) الآية وقول (الذين آمنوا) هو في يوم القيامة عند ما عاينوا حال الكفار وسوء منقلبهم.
وقوله تعالى: (الا ان الظالمين في عذاب مقيم) يحتمل أن يكون من قول المؤمنين يومئذ حكاه الله عنهم ويحتمل أن يكون استئنافا من قول الله عز وجل واخباره لنبيه محمد عليه السلام.
وقوله تعالى: (وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله...) الآية إنحاء على الأصنام والأوثان التي أظهر الكفار ولايتها واعتقدت ذلك دينا ثم أمر تعالى نبيه أن يأمرهم بالاستجابة لدعوة الله وشريعته من قبل اتيان يوم القيامة الذي لا يرد أحد بعده إلى عمل قال (ع) في الآية الأخرى في سورة (ألم غلبت الروم) ويحتمل أن يريد لا يرده راد حتى لا يقع وهذا ظاهر بحسب اللفظ و " النكير " مصدر بمعنى الانكار