بمشيئة الله.
والثاني: أنه كان استثناؤهم قول: " سبحان الله "، قاله أبو صالح.
والثالث: هلا تسبحون الله وتشكرونه على ما أعطاكم، حكاه الثعلبي. وقوله تعالى: (قالوا سبحان ربنا) فنزهوه أن يكون ظالما فيما صنع، وأقروا على أنفسهم بالظلم فقالوا: (إنا كنا ظالمين) بمنعنا المساكين (فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون) أي: يلوم بعضهم بعضا في منع المساكين حقوقهم. يقول هذا لهذا: أنت أشرت علينا ويقول الآخر: أنت فعلت، ثم نادوا على أنفسهم بالويل، فقالوا: (يا ويلنا إنا كنا طاغين) حين لم نصنع ما صنع آباؤنا، ثم رجعوا إلى الله تعالى فسألوه أن يبدلهم خيرا منها، فذلك [قوله]: (عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها). وقرأ قوم:
[" يبدلنا "] بالتخفيف، وهما لغتان. وفرق قوم بينهما، فقالوا: التبديل: تغيير حال الشئ وصفته والعين باقية. والإبدال: إزالة الشئ ووضع غيره مكانه. ونقل أن القوم أخلصوا، فبدلهم الله جنة العنقود منها وقر بغل.
قوله [عز وجل]: (كذلك العذاب) ما فعلنا بهم نفعل بمن تعدى حدودنا. وهاهنا قصة [أهل] الجنة. قال [عز وجل]: (ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون) يعني: المشركين. ثم ذكر ما للمتقين عنده بما بعد هذا، فقال المشركون: إنا لنعطي في الآخرة أفضل مما يعطون، فقال تعالى مكذبا لهم (أفنجعل المسلمين كالمجرمين؟!) قال الزجاج: هذه ألف الاستفهام مجازها هاهنا مجاز التوبيخ، والتقرير.
قوله [عز وجل]: (كيف تحكمون) أي: [كيف] تقضون بالجور قوله (أم لكم كتاب) أنزل من عند الله (فيه) هذا (تدرسون) أي: تقرؤون ما فيه (إن لكم) في ذلك الكتاب (لما تخيرون) أي: ما تختارون وتشتهون. وقرأ أبو الجوزاء، وعاصم الجحدري، وأبو عمران: " أن