الله عز وجل هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
26187 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله عز وجل: هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر قال: النضير حتى قوله وليخزي الفاسقين. ذكر ما بين ذلك كله فيهم 26188 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر قيل: الشام، وهم بنو النضير حي من اليهود، فأجلاهم نبي الله (ص) من المدينة إلى خيبر، مرجعه من أحد. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الزهري من ديارهم لأول الحشر قال: هم بنو النضير قاتلهم النبي (ص) حتى صالحهم على الجلاء، فأجلاهم إلى الشام، وعلى أن لهم ما أقلت الإبل من شئ إلا الحلقة، والحلقة: السلاح، كانوا من سبط لم يصبهم جلاء فيما مضى، وكان الله عز وجل قد كتب عليهم الجلاء، ولولا ذلك عذبهم في الدنيا بالقتل والسباء 26189 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر قال: هؤلاء النضير حين أجلاهم رسول الله (ص) 26190 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة بن الفضل، قال: ثنا ابن إسحاق، عن يزيد بن رومان، قال: نزلت في بني النضير سورة الحشر بأسرها، يذكر فيها ما أصابهم الله عز وجل به من نقمته، وما سلط عليهم به رسول الله (ص) وما عمل به فيهم، فقال: هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر... الآيات.
وقوله: لأول الحشر يقول تعالى ذكره: لأول الجمع في الدنيا، وذلك حشرهم إلى أرض الشام. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك 26191 - حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الزهري، قوله لأول الحشر قال: كان جلاؤهم أول الحشر في الدنيا إلى الشام