الغفاري، فقال رجل منهم عظيم النفاق: عليكم صاحبكم، عليكم صاحبكم، فوالله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل: سمن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل وهم في سفر، فجاء رجل ممن سمعه إلى النبي (ص)، فأخبره ذلك، فقال عمر: مر معاذا يضرب عنقه، فقال: والله لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه، فنزلت فيهم: هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله.
وقوله: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل:
26479 - حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن أن غلاما جاء إلى النبي (ص)، فقال: يا رسول الله إني سمعت عبد الله بن أبي يقول كذا وكذا قال: فلعلك غضبت عليه؟ قال: لا والله لقد سمعته يقوله قال: فلعلك أخطأ سمعك؟
قال: لا والله يا نبي الله لقد سمعته يقوله قال: فلعله شبه عليك، قال: لا والله، قال:
فأنزل الله تصديقا للغلام: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فأخذ النبي (ص) بأذن الغلام، فقال: وفت أذنك، وفت أذنك يا غلام.
26480 - حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله ليخرجن الأعز منها الأذل قال: كان المنافقون يسمون المهاجرين: الجلابيب وقال:
قال ابن أبي: قد أمرتكم في هؤلاء الجلابيب أمري، قال: هذا بين أمج وعسفان على الكديد تنازعوا على الماء، وكان المهاجرون قد غلبوا على الماء قال: وقال ابن أبي أيضا: أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل لقد قلت لكم: لا تنفقوا عليهم، لو تركتموهم ما وجدوا ما يأكلون، ويخرجوا ويهربوا فأتى عمر بن الخطاب إلى النبي (ص) فقال: يا رسول الله ألا تسمع ما يقول ابن أبي؟ قال: وما ذاك؟ فأخبره وقال:
دعني أضرب عنقه يا رسول الله، قال: إذا ترعد له آنف كثيرة بيثرب قال عمر: فإن كرهت يا رسول الله أن يقتله رجل من المهاجرين، فمر به سعد بن معاذ، ومحمد بن مسلمة فيقتلانه فقال رسول الله (ص): إني أكره أن يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه، ادعوا لي عبد الله بن عبد الله بن أبي، فدعاه، فقال: ألا ترى ما يقول أبو ك؟ قال: وما يقول بأبي أنت وأمي؟ قال: يقول لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فقال: فقد