به، فأخبر الله نبيه أن أحب الأعمال إليه إيمان بالله لا شك فيه، وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الايمان ولم يقروا به فلما نزل الجهاد، كره ذلك أناس من المؤمنين، وشق عليهم أمره، فقال الله: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون.
* - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون قال: كان قوم يقولون: والله لو أنا نعلم ما أحب الأعمال إلى الله لعملناه، فأنزل الله على نبيه (ص): يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا... إلى قوله بنيان مرصوص فدلهم على أحب الأعمال إليه.
26379 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن محمد بن جحادة، عن أبي صالح، قال: قالوا: لو كنا نعلم أي الأعمال أحب إلى الله وأفضل، فنزلت:
يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم فكرهوا، فنزلت:
يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون.
26380 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله لم تقولون ما لا تفعلون... إلى قوله: مرصوص فيما بين ذلك في نفر من الأنصار فيهم عبد الله بن رواحة، قالوا في مجلس: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملنا بها حتى نموت، فأنزل الله هذا فيهم، فقال عبد الله بن رواحة: لا أزال حبيسا في سبيل الله حتى أموت، فقتل شهيدا.
وقال آخرون: بل نزلت هذه الآية في توبيخ قوم من أصحاب رسول الله (ص)، كان أحدهم يفتخر بالفعل من أفعال الخير التي لم يفعلها، فيقول فعلت كذا وكذا، فعذلهم الله على افتخارهم بما لم يفعلوا كذبا. ذكر من قال ذلك:
26381 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: لم تقولون ما لا تفعلون قال: بلغني أنها كانت في الجهاد، كان الرجل يقول:
قاتلت وفعلت، ولم يكن فعل، فوعظهم الله في ذلك أشد الموعظة.