والاستمرار، فهي جملة اسمية ذات اسم فاعل، كما أنها تدل على أن هذا الإتساع موجود دائما وكان ولا يزال، وهذا يؤيد تماما ما وصل إليه العلم الحديث أن جميع النجوم والمجرات كانت مجتمعة في البداية في مركز واحد " بوزن خاص له ثقل خارق " ثم انفجرت انفجارا عظيما مثيرا (مرعبا) وعلى أثر ذلك تلاشت أجزاء العالم وظهرت بصورة كرات وهي بسرعتها في حالة الإتساع والابتعاد (عن المركز).
وأما التعبير الوارد في شأن خلق الأرض فنعم الماهدون ففي كلمة " ماهدون " لطافة تدل على أن الله مهد الأرض بجميع وسائل الراحة للإنسان، لأن " الماهد " مأخوذ من المهد، ومعناه ما يعد للطفل من الفراش أو أي محل للاستراحة، فمثل هذا المحل ينبغي أن يكون هادئا محفوظا لينا دافئا مطمئنا، وجميع هذه الأمور متوفرة في الأرض!.
وبأمر الله أضحت الحجارة لينة وتبدلت إلى تراب هذا من جهة، وصلابة الجبال وقشر الأرض القوي من جهة ثانية جعلت الأرض تقاوم الجزر والمد، ومن جهة ثالثة فإن الغلاف الجوي المحيط بالأرض يخفف من وطأة حرارة الشمس ويحفظها وهو بمثابة اللحاف لها كما أنه يصد النيازك والأحجار العظيمة التي تهوي من السماء إلى الأرض فيمنعها من النفوذ إليها فتتلاشى عنده وتتحول رمادا.
وهكذا فإن الله هيأ جميع وسائل الراحة لاستقبال الإنسان الذي هو ضيف الله في هذه الكرة الأرضية.
وبعد خلق السماء والأرض تصل النوبة إلى خلق الموجودات المختلفة في السماء والأرض وأنواع النباتات والحيوانات فتقول الآية التالية في هذا الشأن ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون.
ويعتقد كثير من المفسرين أن كلمة " الزوجين " هنا معناها الأصناف المختلفة