من السماء يحكم به أهل الأرض كذلك لا بد من وال (1).
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم ويتولون فلانا وفلانا، لهم أمانة وصدق ووفاء، وأقوام يتولونكم ليس لهم تلك الأمانة، ولا الوفاء والصدق، قال:
فاستوى أبو عبد الله عليه السلام جالسا، فأقبل علي كالغضبان، ثم قال: لا دين لمن دان الله بولاية إمام جائر ليس من الله، ولا عتب على من دان الله بولاية إمام عادل، قلت: ولا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء؟ قال: نعم لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء، ثم قال: الا تسمع لقول الله عز وجل: " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور " يعني ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل امام عادل من الله عز وجل، وقال: " والذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات " قال: قلت: أليس الله عنى بها الكفار حين قال:
" والذين كفروا " قال: فقال: وأي نور للكافر وهو كافر فاخرج منه إلى الظلمات كذا في تفسير العياشي (2) إنما عنى الله بهذا: إنهم كانوا على نور الاسلام، فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم من نور الاسلام إلى ظلمات الكفر، فأوجب الله لهم النار مع الكفار، فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (3).
وفي أمالي شيخ الطائفة قدس سره بإسناده إلى علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله انه تلا هذه الآية: " فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون " قيل: من أصحاب النار يا رسول الله؟ قال: من قاتل عليا بعدي فأولئك أصحاب النار