نفسه، وكذلك هو مستول على العرش بائن من خلقه من غير أن يكون العرش حاملا له، ولا أن يكون العرش حاويا له، ولا أن يكون العرش محتازا له ولكنا نقول: هو حامل العرش و ممسك العرش ونقول من ذلك ما قال: " وسع كرسيه السماوات والأرض " فثبتنا من العرش والكرسي ما ثبته، ونفينا أن يكون العرش والكرسي حاويا، أو أن يكون عز وجل محتاجا إلى مكان، أو إلى شئ مما خلق، بل خلقه محتاجون إليه (1).
وقيل: انه الفلك المشهور بفلك البروج، كما أن العرش الفلك المشهور بالفلك الأطلس والأعظم وقيل: تصوير لعظمته وتمثيل مجرد ولا كرسي في الحقيقة.
ولا يؤده: لا يثقله، من الأود وهو الاعوجاج.
حفظهما: أي حفظه السماوات والأرض، فحذف الفاعل، وهو أحد المواضع الأربعة التي حذف الفاعل فيه قياس، وأضيف المصدر إلى المفعول.
وهو العلى: المتعالي عن الأنداد والأشباه.
العظيم: المستحقر بالإضافة إليه كل ما سواه.
وفي عيون الأخبار: باسناده إلى محمد بن سنان قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام، هل كان الله عارفا بنفسه قبل أن يخلق الخلق؟ قال: نعم، قلت: يراها و يسمعها؟ قال: ما كان يحتاج إلى ذلك، لأنه لم يكن يسألها ولا يطلب منها، هو نفسه ونفسه هو، قدرته نافذة، فليس يحتاج إلى أن يسمي نفسه، ولكنه اختار لنفسه اسما لغيره يدعوه بها، لأنه إذا لم يدع باسمه لم يعرف، فأول ما اختاره لنفسه " العلي العظيم " لأنه أعلى الأشياء كلها، فمعناه الله، واسمه العلي العظيم هو أول أسمائه، لأنه علا كل شئ (2).
واعلم أن المشهور أن آية الكرسي هي هذه.
وما رواه في أصول الكافي (3)، ومثله في روضة الكافي: عن محمد بن خالد، عن حمزة بن حميد، عن إسماعيل بن عباد، عن أبي عبد الله عليه السلام " ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء " آخرها " وهو العلي العظيم " والحمد لله رب العالمين وآيتين بعدها (4).