وتعالى: " لأعذبن كل رعية دانت بإمام ليس من الله وإن كانت الرعية في أعمالها برة تقية، ولاغفرن عن كل رعية دانت بكل إمام من الله وإن كانت الرعية في أعمالها سيئة "، قلت: فيعفو عن هؤلاء ويعذب هؤلاء؟ قال: نعم، إن الله تعالى يقول: " الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ".
ثم ذكر الحديث الأول، حديث ابن أبي يعفور (1) برواية محمد بن الحسين، وزاد فيه. فأعداء علي أمير المؤمنين هم الخالدون في النار وإن كانوا في أديانهم على غاية الورع والزهد والعبادة (2).
وفي أصول الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل في طينة المؤمن والكافر. وفيه: أو من كان ميتا فأحييناه، فكان موته اختلاط طينته مع طينة الكافر، فكان حياته حين فرق الله بينهما بكلمته كذلك يخرج الله عز وجل المؤمن في الميلاد من الظلمة بعد دخوله فيها إلى النور، ويخرج الكافر من النور إلى الظلمة بعد دخوله إلى النور (3).
وباسناده إلى الباقر عليه السلام في حديث طويل، في شأن إنا أنزلناه في ليلة القدر يقول فيه عليه السلام: وقد ذكر نزول الملائكة بالعلم فان قالوا من سماء إلى سماء، فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية، فإن قالوا: من سماء إلى أرض وأهل الأرض أحوج الخلق إلى ذلك، فقل لهم: فهل لهم بد من سيد يتحاكمون إليه، فان قالوا: فإن الخليفة هو حكمهم، فقل: " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور " إلى قوله: " هم فيها خالدون " لعمري ما في الأرض ولا في السماء ولي لله عز ذكره إلا وهو مؤيد، ومن أيده الله لم يخط، وما في الأرض عدو لله عز ذكره إلا وهو مخذول، ومن خذل لم يصب، كما أن الامر لا بد من تنزيله