تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٥٥٩
والله بما تعملون خبير: فيجازيكم عليه، إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء: التعريض ايهام المقصود بما لم يوضع له حقيقة ولا مجاز، كقول السائل: جئتك لاسلم عليك، و (الخطبة) بالكسر والضم، اسم غير أن المضمومة خصت بالموعظة، والمكسورة بطلب المرأة، والمراد ب‍ " النساء " المعتدات للوفاة، وتعريض خطبتها أن يقول لها: إنك جميلة، أو نافقة (1) أو لا تحدثي حدثا، أو نحو ذلك.
أو أكننتم في أنفسكم: أي أضمرتم في أنفسكم ولم تذكروه تصريحا و تعريضا.
علم الله أنكم ستذكرونهن: ولا تصبرون على السكوت.
ولكن لا تواعدوهن سرا: استدراك عن محذوف، أي فاذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا، أي نكاحا أو جماعا، عبر بالسر عن الوطي، لأنه يسر، ثم من العقد لأنه سبب فيه.
وقيل: معناه لا تواعدوهن في السر بما يستهجن.
إلا أن تقولوا قولا معروفا: وهو التعريض بالخطبة، والمستثنى منه محذوف، أي لا تواعدوهن مواعدة إلا مواعدة معروفة، أو إلا مواعدة بقول معروف.
وقيل: أنه استثناء منقطع من " سرا "، وفيه أنه يؤدي إلى قولك لا تواعدوهن إلا التعريض وهو غير موعود.
وفي الآية دلالة على حرمة تصريح خطبة المعتدة وجواز تعريضها إن كانت معتدة وفاة.
ولا تعزموا عقدة النكاح: قيل: ذكر العزم مبالغة في النهي عن العقد.
وقيل: معناه لا تقطعوا عقدة النكاح، فان أصل العزم القطع.
ويحتمل: أن يكون المراد: لا تقصدوا عقد النكاح قبل انقضاء العدة فإن قصد الحرام حرام، ويكون قوله:
حتى يبلغ الكتب أجله: متعلق بالنكاح لا بالعزم، يعني حتى ينتهي ما

(١) نفقت السلعة والمرأة نفاقا: كثر طلابها وخطابها. المصباح المنير، ص 850.
(٥٥٩)
مفاتيح البحث: النهي (1)، الوفاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 554 555 556 557 558 559 560 561 562 563 564 ... » »»
الفهرست