تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٤٣٤
ولا يعسر عليكم، ولذلك أوجب الفطر للسفر والمرض.
وفي تفسير العياشي: عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " قال: اليسر علي، وفلان وفلان العسر، فمن كان من ولد آدم لم يدخل في ولاية فلان وفلان (1).
ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هديكم ولعلكم تشكرون:
علل الفعل محذوف دل عليه ما سبق، أي شرع جملة ما ذكر من أمر الشاهد بالصوم، والمسافر والمريض بالافطار، ومراعاة عدة ما أفطر فيه لتكملوا العدة إلى آخرها على سبيل اللف، فإن قوله: " ولتكملوا " علة الامر بمراعاة العدة، " ولتكبروا الله " علة أمر الشاهد بالصوم، و " لعلكم تشكرون " علة الامر المسافر والمريض بالافطار، أو لافعال كل لفعله، أو معطوفة على علة مقدرة، مثل ليسهل عليكم، أو لتعلموا ما تعملون ولتكملوا، ويجوز أن يعطف على اليسر، أي يريد لكم لتكملوا، كقوله: " يريدون ليطفئوا " (2).
والمعنى بالتكبير تعظيم الله بالحمد والثناء عليه، ولذلك عدي ب‍ (على) ومن جملته تكبير يوم الفطر، وقيل: المراد التكبير عند الاهلال.
و " ما " يحتمل المصدر والخبر، أي الذي هداكم إليه، وعن عاصم ولتكملوا بالتشديد (3) وفي الكافي: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن إسماعيل، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى خلق الدنيا في ستة أيام ثم اختزلها (4) عن أيام السنة، والسنة ثلاثمائة وأربعة وخمسون يوما، شعبان لا يتم أبدا، ورمضان لا ينقص والله أبدا، ولا تكون فريضة ناقصة،

(١) تفسير العياشي: ج ١، ص 82، ح 191.
(2) سورة التوبة: الآية 32.
(3) يقال: خزلته خزلا من باب قتل اقتطعته ومنه الحديث: إن الله خلق الدنيا في ستة أيام ثم اختزلها. مجمع البحرين: ج 5، ص 363، باب ما أوله الخاء.
(4) أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 102.
(٤٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 ... » »»
الفهرست