فليستجيبوا لي: إذا دعوتهم للايمان والطاعة، كما أجيبهم إذا دعوني لمهماتهم.
وليؤمنوا بي: أمر بالدوام والثبات.
لعلهم يرشدون: راجين إصابة الرشد، وهو إصابة الحق.
وقرئ بفتح الشين وكسرها.
وفي أصول الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي عمر قال: قال لي أبو الحسن الرضا (عليه السلام): أخبرني عنك لو أني قلت لك قولا، أكنت تثق به؟ فقلت له: جعلت فداك إذا لم أثق بقولك فبمن أثق، وأنت حجة الله على خلقه؟ قال: فكن بالله أوثق، فإنك موعد من الله أليس الله عز وجل يقول: " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان " وقال: " لا تقنطوا من رحمة الله " (1) وقال: " والله يعدكم مغفرة منه وفضلا " (2) فكن بالله عز وجل أوثق منك بغيره ولا تجعلوا في أنفسكم إلا خيرا فإنه مغفور بكم (3)، والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
وفي روضة الكافي في خطبة طويلة مسندة لأمير المؤمنين (عليه السلام) يقول فيها: فاحترسوا من الله عز وجل بكثرة الذكر، واخشوا منه بالتقى، وتقربوا إليه بالطاعة، فإنه قريب مجيب، قال الله تعالى: " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون " (4).
وفي نهج البلاغة: قال (عليه السلام): ثم جعل يديك مفاتيح خزائنه بما أذن لك فيه من مسألته، فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب نعمه واستمطرت شآبيب رحمته، فلا يقنطك إبطاء إجابته، فإن العطية عل قدر النية، وربما أخرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لاجر السائل وأجزل لعطاء الآمل، وربما سألته الشئ