تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٩٠
والعامل معنى الإشارة، أو بيان لهذه الجملة.
وقيل: (هؤلاء) تأكيد، أو بدل، والخبر هو الجملة.
وقيل: بمعنى الذين، والجملة صلته، والمجموع هو الخبر، كقوله:
عدس ما لعباد عليك إمارة * نجوت وهذا تحملين طليق (1) وقرئ تقتلون على التفعيل، للتكثير.
تظهرون عليهم بالاثم والعدوان: حال من فاعل (تخرجون) أو من مفعوله، أو من كليهما، ويحتمل أن يكون اعتراضا، لبيان أن إخراجهم ظلم وعدوان.
والتظاهر: التعاون، والظهير: المعين.
والاثم: الفعل القبيح الذي يستحق به اللوم.
وقيل: هو ما تنفر منه النفس، ولم يطمئن إليه القلب، ومنه قول النبي (صلى الله عليه وآله) لنواس بن سمعان حين سأله عن البر والاثم: فقال: البر ما اطمأنت به نفسك، والاثم ما حك في صدرك (2).
والعدوان: الافراط في الظلم، وقرئ بحذف إحدى التائين وبإثباتهما، و تظهرون بمعنى تتظهرون.

(١) هو مطلع قصيدة ليزيد بن زياد بن ربيعة بن مفرغ الحميري يهجو بها عباد بن زياد بن أبي سفيان، وقوله عدس منادى بحذف حرف النداء أي يا عدس، وهو بالمهملات كفرس، في الأصل صوت يزجر به البغل ثم صار اسما له وإنما سكنت سينه للضرورة، وعباد كرمان هو ابن زياد بن أبي سفيان الذي هجاه الشاعر بها والامارة ككتابة: الحكم، وتحملين بفتح المضارعة وكسر الميم بمعنى الخمل، والطليق كرفيق: المطلق من الحبس - جامع الشواهد باب العين، ص ١٥٦، وفيه (أمنت) بدل (نجوت).
(٢) رواه في مجمع البيان: ج ١، ص ١٥٣، في ذيل الآية الشريفة " ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم " و رواه أصحاب الصحاح والسنن بألفاظ متقاربة وإليك بعضها: سنن الدارمي: ج ٢، ص 245، كتاب البيوع (باب دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) عن وابصة بن معبد الأسدي: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لوابصة: جئت تسأل عن البر والاثم قال: قلت: نعم، قال: فجمع أصابعة فضرب بها صدره، وقال: استفت نفسك استفت قلبك يا وابصة - ثلاثا - البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والاثم ما حاك في الصدر وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك. ولاحظ مسند أحمد بن حنبل، أيضا: ج 4، ص 228.
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»
الفهرست