تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٨٥
معارض بقوله تعالى " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة و آتوا الزكاة " (1) فإنه لا نزاع في أن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة داخلان تحت العمل الصالح.
وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله: إخبار في معنى النهي، وهو أبلغ من الصريح، لما فيه من إيهام من أن المنهي سارع إلى الانتهاء، فهو يخبر عنه، وتنصره قراءة (لا تعبدوا) وعطف (قولوا) عليه، فيكون على إرادة القول، وقيل: إن معناه، أن لا تعبدوا، فلما حذف (أن) رفع. كقوله:
ألا يا أيها اللائمي أحضر الوغى * وأن اشهد اللذات هل أنت مخلدي (2) وتنصره قراءة أن لا تعبدوا. ويحتمل أن تكون (أن) مفسرة، وأن تكون مع الفعل بدلا من الميثاق، أو معمولا له بحذف الجار، وإن ادعى في حذف حرف التفسير، إن فيه نظر.
وقيل: إنه جواب قسم دل عليه المعنى، كأنه قيل: وإذ أقسمنا عليهم لا تعبدون.
وقرئ بالتاء، حكاية لما خوطبوا به، وبالياء لأنهم غيب.
وبالوالدين إحسانا: متعلق بمضمر، تقديره وتحسنون، أو أحسنوا.

(1) سورة البقرة: الآية 277.
(2) في هامش بعض النسخ المخطوطة ما هذا لفظه (هو لطرفة بن العبد، والوغى: الحرب، وأصله الصوت، والتقدير أن أحضر، يقول: يا أيها اللائمي على حضور الحرب وشهود اللذات، هل تخلدني إن كففت عنها؟ (منه رحمه الله تعالى).
وفي هامش الكشاف في ذيل الآية الشريفة:
ألا أيها الزاجري أحضر الوغى * وان اشهد اللذات هل أنت مخلدي لطرفة بن العبد من معلقته. وألا أداة استفتاح، وحرف النداء محذوف، وأي منادى، واسم الإشارة نعت له، والزاجر نعت لاسم الإشارة مضاف لياء المتكلم إضافة الوصف لمفعوله، وروي بدله (اللائمي) وروي (أحضر) منصوبا بإضمار أن، ومرفوعا على إهمالها، وحسن حذفها ذكرها فيما بعد، يقول: يا أيها الزاجر لي عن حضور الحرب وشهود لذات النصر والظفر والغنيمة، أو شهود لذات الشراب ومغازلة النساء، المستدعين لاتلاف المال، لست مخلدا لي لو طاوعتك فالاستفهام إنكاري.
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»
الفهرست