تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٩٢
[أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون (86)] المخرج وهو الفداء، وخالفوا حكما وهو الاخراج، فجمع مع الفداء معرفة الاخراج، ليتصل به قوله: " أفتؤمنون " إلى آخره، أشد اتصال، ويتضح كفرهم بالبعض و إيمانهم بالبعض كمال الايضاح، حيث وقع في شخص واحد.
والضمير للشأن كما في قوله: " قول هو الله أحد "، أو مبهم يفسره " إخراجهم " كقوله تعالى: " إن هي إلا حياتنا الدنيا " (1) أو راجع إلى ما دل عليه تخرجون من المصدر، وإخراجهم تأكيد.
ويحتمل أن يكون راجعا إلى إخراجهم لأنه مبتدأ قدم عليه الخبر، فالمرجع مقدم رتبة.
أفتؤمنون ببعض الكتب: كالفداء.
وتكفرون ببعض: كحرمة القتل والاجلاء.
فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزى في الحياة الدنيا: كقتل قريظة وسبيهم، وإجلاء النظير، وأصل الخزي ذل يستحيي منه، ولذلك يستعمل في كل منهما.
ويوم القيمة يردون إلى أشد العذاب: من عذاب غيرهم من نظائرهم، لان عصيانهم أشد من عصيانهم.
وما الله بغفل عما تعملون: تأكيد للوعيد، أي الله تعالى بالمرصاد لا يغفل عن أفعالهم.
أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب:
بأن يهون عليهم، واختلف في الخفة والثقل، فقيل: إنه يرجع إلى تناقص الجواهر وتزايدها.

(1) سورة الأنعام: الآية 29.
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»
الفهرست