[ولقد آتينا موسى الكتب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون (87) وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون (88)] وقيل: إن الاعتماد اللازم سفلا يسمى ثقلا، والاعتماد اللازم المختص بجهة العلو يسمى خفة، والمراد به في الآية المعنى الشامل للخفة بحسب تناقص الاجزاء و بحسب انتقاص الكيفية.
ولا هم ينصرون: بدفعهما عنه.
وفي الآية دلالة على من آمن ببعض أحكام الله وكفر ببعض آخر مع معرفته بأنهما حكم الله، كافر خالد في العذاب، لا تخفيف في عذابه، ولا نصر له فيه، ولا شك أن النواصب أكثرهم بهذه الصفة، فهم أجدر بأن ينصب لهم علم الكفر.
ولقد آتينا موسى الكتب وقفينا من بعده بالرسل: أي أرسلنا على أثره يتبع الآخر الأول في الدعاء إلى ما دعى الأول، لان كل نبي بعث من بعد موسى إلى زمن عيسى، فإنما بعث على إقامة التوراة، من قفاه إذا أتبعه، وقفاه به: اتبعه إياه، من القفا نحو ذنبه من الذنب.
والرسل على ما ذكر صاحب الكشاف وغيره، هم: يوشع، وأشمويل، و شمعون، وداود، وسليمان، وشعيا، وأرميا، وعزير، وحزقيل، وإلياس، واليسع، ويونس، وزكريا، ويحيى، وغيرهم (1).