وروي: إن أشد من يتم هذا اليتيم، يتم يتيم غاب عن إمامه لا يقدر على الوصول إليه، ولا يدري كيف حكمه فيما يبتلي به من شرائع دينه، ألا فمن كان من شيعتنا عالما بعلومنا، وهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره، ألا فمن هداه وأرشده وعلمه شريعتنا كان معنا في الرفيق الاعلى (1).
والمسكين: والمسكين فعيل من السكون، كأن الفقر أسكنه.
وقولوا للناس حسنا: أي قولوا: حسنا، وسماه حسنا للمبالغة، وقرئ حسنا بفتحتين، وحسنا بضمتين وهو لغة أهل الحجاز.
وحسنى: قيل على أنه مصدر، وفيه نظر إذ كون فعلى مصدرا سماعي، ولم ينقل من العرب حسنى مصدر حسن، كما قال أبو حيان (2)، والأحسن أنه صفة لموصوف محذوف، أي كلمة حسنى، على أنه اسم تفضيل. وقولوا للناس حسنا، أي معروفا.
روى جابر عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في قوله تعالى: " قولوا للناس حسنا " قال: قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم، فإن الله يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين، الفاحش المتفحش، السائل الملحف، ويحب الحليم العفيف المتعفف (3).
واختلف في أنه هل هو عام في المؤمن والكافر، أو هو خاص في المؤمن، والأول مروي عن الصادق (عليه السلام) (4).