تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٠١
[ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين (95) ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون (96)] على أن طريقهم مع الرسول طريقة أسلافهم مع موسى (عليه السلام).
قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة: والمراد بالدار الآخرة الجنة. و (خالصة) منصوب على الحال من الدار، أي خاصة بكم، كما قلتم: " لن يدخل الجنة إلا من كان هودا " (1).
من دون الناس: أي سائر الناس أو المسلمين، واللام للعهد.
فتمنوا الموت إن كنتم صادقين: لان من أيقن أنه من أهل الجنة اشتاق إليها، وتمنى سرعة الوصول إلى النعيم، والتخلص من الدار ذات النوائب، كما قال أمير المؤمنين ويعسوب الدين، وهو يطوف بين الصفين في غلالة (2) - فقال ابنه الحسن (عليه السلام): ما هذا بزي المحاربين!! - يا بني إن أباك لا يبالي وقع على الموت، أو وقع الموت عليه (3).
وقال عمار بصفين: الآن ألاقي الأحبة محمدا وحزبه (4).
وقال حذيفة حين احتضر: جاء حبيب على فاقة لا أفلح من ندم أي

(١) سورة البقرة: الآية ١١١.
(٢) والغلالة شعار يلبس تحت الثوب، لأنه يتغلل فيها، أي يدخل، وفي التهذيب: الغلالة الثوب الذي يلبس تحت الثياب أو تحت درع الحديد، لسان العرب: ج ١١، ص 502، حرف اللام في (غلل).
(3) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 164، في تفسير الآية 94.
(4) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 164، ذيل الآية 94، من سورة البقرة.
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»
الفهرست