تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٩٥
[ولما جاءهم كتب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين (89)] يحتمل أن يكون استئنافا، والفاء للعطف على مقدر.
استكبرتم: عن الايمان واتباع الرسل.
ففريقا كذبتم: كموسى وعيسى.
وفريقا تقتلون: كزكريا ويحيي. وفي التعبير بالمضارع استحضار للحال الماضية في النفوس، ورعاية للفواصل، ودلالة على أنهم بعد فيه، فإنهم يحومون حول محمد لولا أني أعصمه منهم.
وقالوا قلوبنا غلف: جمع أغلف، أي هي خلقة وجبلة مغشاة بأغطية لا يصل إليها ما جاء به محمد ولا تفقهه، مستعار من الأغلف الذي لم يختن، وقيل:
أصله جمع غلاف ككتب وكتاب وحمر وحمار فخفف.
والمعنى أنها أوعية العلم، لا تسمع علما إلا وعته، ولا تعي ما يقول محمد (صلى الله عليه وآله)، أو نحن مستغنون بما فيها عن غيره، وروي في الشواذ غلف بضم اللام عن أبي عمرو (1).
بل لعنهم الله بكفرهم: رد لما قالوا، يعني أنها خلقت على الفطرة، والتمكن من قبول الحق، ولكن الله خذلهم بسبب كفرهم، فهم الذين غلفوا قلوبهم بما أحدثوا من الكفر الزائغ عن الفطرة، وتسببوا بذلك لمنع الألطاف، أو هم كفرة ملعونون، فمن أين لهم دعوى العلم والاستغناء عن النبي (صلى الله عليه وآله)؟!

(1) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 155.
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»
الفهرست