تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٩٤
وآتينا عيسى ابن مريم البينات: المعجزات الواضحات، كإحياء الموتى و إبراء الأكمه والأبرص والاخبار بالمغيبات، أو الإنجيل.
وعيسى بالعبرية أيشوع، ومريم بمعنى الخادم، وهو بالعبرية من النساء كالزير من الرجال.
قال رؤبة:
قلت لزير لم تصله مريمه * ضليل أهواء الصبا تندمه (1) والزير بكسر الزاي: من الرجال الذي يحب محادثة النساء ومجالستهن، ووزنه مفعل، إذ لم يثبت فعيل.
وأيدناه: قويناه، وقرئ أيدناه على وزن أفعلناه.
بروح القدس: بالروح المقدسة، كقولك حاتم الجود، ورجل صدق. والمراد جبرئيل (عليه السلام) وقيل: روح عيسى، ووصفها به، لطهارته عن مس الشيطان، أو لكرامته على الله تعالى، ولذلك أضافه إلى نفسه، أو لأنه تضمه الأصلاب والأرحام الطوامث، أو الإنجيل، أو اسم الله الأعظم الذي كان به يحيي الموتى.
وقرأ ابن كثير القدس بالاسكان في جميع القرآن (2).
أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم: بما لا تحبه، ووسطت الهمزة بين الفاء وما تعلقت به توبيخا لهم على تعقيبهم ذلك بهذا وتعجبا من شأنهم، و

(1) لرؤبة بن العجاج يعاتب أبا جعفر الدوانيقي على البطالة ومغازلة النساء، والزير من يكثر مودة النساء وزيارتهن، والمريم: من تكثر مودة الرجال وزيارتهم، والضليل كثير الضلال، والصبا: الميل إلى الجهل والعتوة، وتندمه: بمعنى ندمه، فهو مصدر مرفوع فاعل ضليل، ولعل معناه أن ندمه ضال ضايع في أهواء الصبا، ويروى (مندمه) بصيغة اسم الفاعل وضليل مرفوع على الابتداء ومندمة خبره، ولعل معناه أن الرجل كثير الضلال، يعني نفسه هو الذي يندمه وبجعله نادما، أي يأمره بالندم. هامش الكشاف:
ج 1، ص 161.
(2) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 155.
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»
الفهرست