والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة، والحديث بتمامه مذكور في شرح الآيات الباهرة منقولا عن التفسير المنسوب إلى الحسن العسكري (عليه السلام)، و قد ذكرته بتمامه في تفسيرنا الموسوم بالتبيان وعلى الله التكلان.
وكاد من أفعال المقاربة، وضع لدنو الخبر حصولا، فإذا دخل عليه النفي، قيل:
معناه الاثبات مطلقا، وقيل: ماضيا، والحق أنه كسائر الافعال.
ولا ينافي قوله تعالى: " وما كادوا يفعلون "، قوله: (فذبحوها) لاختلاف وقتيهما، إذ المعنى أنهم ما قاربوا أن يفعلوا حتى انتهت سؤالاتهم وانقطعت تعللاتهم، ففعلوا كالمضطر الملجأ إلى الفعل.
وإذ قتلتم نفسا: خاطب الجمع لوجود القتل فيهم.
فادارءتم فيها: اختصمتم في شأنها، إذ الخصمان يدفع بعضهم بعضا.
وأصل الدرء: الدفع، ومنه الحديث: ادرؤوا الحدود بالشبهات (1).
وقول رؤبة:
أدركتها قدام كل مدره * بالدفع عني درء كل عنجة (2) فعلى هذا يحتمل أن يكون المعنى: تدافعتم، بأن طرح قتلها كل عن نفسه إلى صاحبه.
وقيل: الدرء: العوج، ومنه قول الشاعر:
فنكب عنهم درء الأعادي * وداووا بالجنون من الجنون (3)