تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٥٠
[ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون (56) و ظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبت ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (57)] النبي، واعتقاد جواز الرؤية، كل واحد منهما علة لاخذ الصاعقة والعذاب، ومن البين عدم التفاوت بين عدم جواز الرؤية في الدنيا وعدم جوازها في الآخرة، والمنازع مكابر، مع قضية العقل، فمعتقد جوازها في الآخرة شارك معتقد جوازها في الدنيا في علة استحقاق العذاب، كالراد على النبي.
وبذلك يثبت كفر أهل السنة القائلين بجوازها في الآخرة للمؤمنين، وللافراد من الأنبياء في الدنيا.
قال البيضاوي، بعد عده رؤيته تعالى رؤية الأجسام من المستحيلات: بل الممكن أن يرى رؤية منزهة عن الكيفية، وذلك للمؤمنين في الآخرة، وللافراد من الأنبياء في الدنيا في بعض الأحوال (1).
واعلم أن هذه الآية تدل أيضا على أن قول موسى: " رب أرني أنظر إليك " (2) كان سؤالا لقومه، لأنه لا خلاف بين أهل التوراة أن موسى (عليه السلام) لم يسأل الرؤية إلا دفعة واحدة، وهي التي سألها لقومه.
ثم بعثناكم: أحييناكم.

(1) أنوار التنزيل (تفسير البيضاوي): ج 1، ص 57، قال في تفسير الآية الشريفة: فإنهم ظنوا أن الله تعالى يشبه الأجسام وطلبوا رؤيته رؤية الأجسام في الجهات والاحياز المقابلة للرائي وهي محال، بل الممكن أن يرى رؤية منزهة عن الكيفية، وذلك للمؤمنين في الآخرة ولافراد من الأنبياء في بعض الأحوال في الدنيا.
(2) سورة الأعراف: الآية 143.
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»
الفهرست