[ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون (56) و ظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبت ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (57)] النبي، واعتقاد جواز الرؤية، كل واحد منهما علة لاخذ الصاعقة والعذاب، ومن البين عدم التفاوت بين عدم جواز الرؤية في الدنيا وعدم جوازها في الآخرة، والمنازع مكابر، مع قضية العقل، فمعتقد جوازها في الآخرة شارك معتقد جوازها في الدنيا في علة استحقاق العذاب، كالراد على النبي.
وبذلك يثبت كفر أهل السنة القائلين بجوازها في الآخرة للمؤمنين، وللافراد من الأنبياء في الدنيا.
قال البيضاوي، بعد عده رؤيته تعالى رؤية الأجسام من المستحيلات: بل الممكن أن يرى رؤية منزهة عن الكيفية، وذلك للمؤمنين في الآخرة، وللافراد من الأنبياء في الدنيا في بعض الأحوال (1).
واعلم أن هذه الآية تدل أيضا على أن قول موسى: " رب أرني أنظر إليك " (2) كان سؤالا لقومه، لأنه لا خلاف بين أهل التوراة أن موسى (عليه السلام) لم يسأل الرؤية إلا دفعة واحدة، وهي التي سألها لقومه.
ثم بعثناكم: أحييناكم.