تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٥٣
[وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين (58) فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون (59)] يوم واحد فسد، إلا يوم الجمعة، فإنهم إذا أخذوا طعام يومين لم يفسد، وكانوا يأخذون منها ما يكفيهم ليوم الجمعة والسبت، لأنه كان لا يأتيهم يوم السبت، و كانوا يخبزونه مثل القرصة ويوجد له طعم كالشهد المعجون بالسمن، وكان الله تعالى يبعث لهم السحاب بالنهار فيدفع عنهم حر الشمس، وكان ينزل عليهم بالليل عمودا من نور يضئ لهم مكان السراج، وإذا ولد فيهم مولود يكون عليه ثوب بطوله كالجلد (1).
" وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية: أجمع المفسرون على أن المراد بالقرية هاهنا بيت المقدس، ويؤيده قوله في موضع آخر " ادخلوا الأرض المقدسة " (2).
وقال ابن زيد: إنها أريحا، قرية قريب بيت المقدس، وكان فيها بقايا من قوم عاد، وهم العمالقة ورأسهم عوج بن عنق، أمروا به بعد التيه (3).
فكلوا منها حيث شئتم رغدا: واسعا بما شئتم من أنواع طعام القرية.
وقيل: إن هذه إباحة لهم منه لغنائمها وتملك أموالها، إتماما للنعمة عليهم،

(1) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 117.
(2) سورة المائدة: الآية 22.
(3) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 118.
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»
الفهرست