تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٤٥
والقراءة المشهورة " واعدنا " لأنه تعالى وعده الوحي، ووعده موسى المجئ للميقات إلى الطور.
ثم اتخذتم العجل: معبودا، لأنهم بنفس فعلهم لصورة العجل، لا يكونون ظالمين، لان فعل ذلك ليس بمحظور، بل مكروه. وأما الخبر الذي روي عنه (عليه السلام) أنه لعن المصورين (1)، فالمراد به من شبه الله تعالى، أو اعتقد أنه صورة.
من بعده: من بعد غيبة موسى، أو من بعد وعد الله التوراة، أو من بعد غرق فرعون وما رأيتم من الآيات.
وأنتم ظالمون: مضرون بأنفسكم بما استحققتم من العقاب على اتخاذكم العجل معبودا.
روي عن ابن عباس أنه قال: كان السامري رجلا من أهل باجرما، قيل:
كان اسمه مسيحا، وقال ابن عباس: اسمه موسى بن ظفر، وكان من قوم يعبدون البقر، وكان حب عبادة البقر في نفسه، وقد كان أظهر الاسلام في بني إسرائيل، فلما قصد موسى إلى ربه وخلف هارون في بني إسرائيل، قال هارون لقومه: قد حملتم أوزارا من زينة القوم - آل فرعون - فتطهروا منها فإنها نجس، يعني أنهم استعاروا من القبط حليا واستبدوا بها، فقال هارون: طهروا أنفسكم منها فإنها نجسة، وأوقد نارا فقال: اقذفوا ما كان معكم فيها، فجعلوا يأتون بما كان معهم من تلك الأمتعة والحلي فيقذفون به فيها، قال: وكان السامري رأى اثر فرس جبرئيل (عليه السلام)، فأخذ ترابا من أثر حافره، ثم أقبل إلى النار فقال: يا هارون يا نبي الله، القي ما في يدي؟ قال: نعم، وهو لا يدري ما في يده، ويظن أنه مما يجئ به غيره من الحلي والأمتعة، فقذف فيها وقال: كن عجلا جسدا له خوار، فكان البلاء والفتنة، فقال: هذا إلهكم وإله موسى فعكفوا عليه، وأحبوه حبا لم يحبوا مثله شيئا قط، وقال ابن عباس: فصار البلاء والفتنة. ولم يزد على هذا (2).

(1) لم نعثر عليه.
(2) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 109، وفيه: كان اسمه ميخا.
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»
الفهرست