[وإذ قال موسى لقومه يقوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم (54) وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصعقة وأنتم تنظرون (55)] وقال الحسن: صار العجل لحما ودما، وقال غيره: لا يجوز ذلك لأنه من معجزات الأنبياء، ومن وافق الحسن قال: إن القبضة من أثر الملك، كان الله أجرى العادة بأنها إذا طرحت على أي صورة كانت حييت، فليس ذلك بمعجزة، إذ سبيل السامري سبيل غيره فيه، ومن لم يجز انقلابه حيا، نزل الخوار على أن السامري صاغ عجلا وجعل فيه خروقا يدخلها الريح فيخرج منها صوت كالخوار، و دعاهم إلى عبادته فأجابوه وعبدوه (1).
ثم عفونا عنكم: حين تبتم، والعفو محو الجريمة، من عفا إذا درس من بعد ذلك: أي بعد الاتخاذ.
لعلكم تشكرون: لكي تشكروا عفوه، وفي الآية دلالة على وجوب شكر النعمة، وعلى أن العفو عن الذنب بعد التوبة نعمة من الله تعالى، ليشكروه.
وإذ آتينا موسى الكتب والفرقان: يعني التوراة الجامع بين كونه كتابا و حجة تفرق بين الحق والباطل، فالعطف لتغاير الوصفين، أو الفرقان: معجزاته الفارقة بين الحق والباطل، أو بين الكفر والايمان، أو الشرع الفارق بين الحلال والحرام، أو النصر الذي فرق بينه وبين عدوه كقوله تعالى " يوم الفرقان " (2) يريد يوم