تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٥١
من بعد موتكم: بسبب الصاعقة وقيد البعث، لأنه قد يكون من إغماء ونوم، لقوله تعالى " ثم بعثناهم " (1).
وقيل: إنهم سألوا بعد الاحياء أن يبعثوا أنبياء، فبعثهم الله أنبياء.
وأجمع المفسرون إلا شرذمة يسيرة: أن الله لم يكن أمات موسى كلما أمات قومه، ولكن غشي عليه بدلالة قوله تعالى " فلما أفاق " (2) والإفاقة إنما تكون من الغشيان.
لعلكم تشكرون: نعمه التي منها رد حياتكم.
وفي الآية دلالة على جواز الرجعة، وقال أبو القاسم البلخي: لا تجوز الرجعة مع الاعلام بها، لان فيها إغراء بالمعاصي من جهة الاتكال على التوبة في الكرة الثانية (3).
وأجيب بأن من يقول بالرجعة لا يذهب إلى أن الناس كلهم يرجعون، فيصير إغراء بأن يقع الاتكال على التوبة فيها، بل لا أحد من المكلفين إلا ويجوز أن لا يرجع، وذلك يكفي في باب الزجر.
وظللنا عليكم الغمام: سخر الله لهم السحاب يظلهم من الشمس حين كانوا في التيه. وهي جمع غمامة، وهي السحابة، وأصله التغطية والستر، ومنه الغم.
وأنزلنا عليكم المن والسلوى: قيل: الترنجبين، وقيل: الخبز المرقق، وقيل:
جميع النعم التي أتتهم مما من الله عليهم مما لا تعب فيه ولا نصب.
وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين (4).
(والسلوى): السماني، وقيل: هو طائر أبيض يشبه السماني، قيل: كان ينزل عليهم المن مثل الثلج من الفجر إلى الطلوع، ويبعث الجنوب عليهم بالسماني، فيأخذ كل إنسان منهم كفايته إلى الغد إلا يوم الجمعة يأخذ ليومين، لأنه لم يكن ينزل يوم

(١) سورة الكهف: الآية ١٢.
(٢) سورة الأعراف: الآية ١٤٣.
(٣) مجمع البيان: ج ١ - ٢، ص ١١٥.
(٤) الكافي: ج ٦، ص 370، كتاب الأطعمة، باب الكمأة، ح 2.
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست