يتباصرون تحتها، فأخذوا يقتتلون من الغداة إلى العشي، حتى دعا موسى وهارون فكشف السحابة ونزلت التوبة، وكانت القتلى سبعين ألفا (1).
والخامس: أن السبعين الذين كانوا مع موسى في الطور، هم الذين قتلوا من عبدة العجل سبعين ألفا.
والسادس: أن موسى (عليه السلام) أمرهم أن يقوموا صفين، فاغتسلوا ولبسوا أكفانهم، وجاء هارون بإثني عشر ألفا ممن لم يعبد العجل ومعهم الشفار (2) المزهفة (3) وكانوا يقتلونهم، فلما قتلوا سبعين ألفا تاب الله على الباقين، وجعل قتل الماضين شهادة لهم.
ذلكم خير لكم عند بارئكم: من حيث أنه طهره من الشرك ووصله إلى الحياة الأبدية.
فتاب عليكم: جواب شرط محذوف، إن جعل من كلام موسى، والتقدير إن فعلتم ما أمرتم به فتاب عليكم، ومعطوف على محذوف إن جعل من خطابه تعالى لهم على سبيل الالتفات، كأنه قال: فعلتم ما أمرتم به فتاب عليكم.
إنه هو التواب: الذي يكثر توفيق التوبة، أو قبولها.
الرحيم: المبالغ في الانعام على التائبين.
وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك: أي لأجل قولك، أو لن نقر لك.
حتى نرى الله جهرة: عيانا، وهي في الأصل مصدر قولك: جهرت بالقراءة، استعيرت للمعاينة، والجامع بينهما الادراك بلا ساتر، ونصبها على المصدر، لأنه نوع من الرؤية، أو الحال من الفاعل أو المفعول، أما على مذهب غير المبرد فظاهر، وأما على مذهبه فلما مر من التعليل في المصدر، لأنه ذهب إلى أن الحال لا يكون مصدرا