تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٣٩
لا تجزى نفس عن نفس شيئا: أي لا تقضي عنها شيئا من الحقوق، فيكون (شيئا) مفعولا به، أو لا تجزي عنها شيئا من الجزاء، أي قليلا منه، فيكون نصبا على المصدر، كقوله " ولا تظلمون شيئا " (1).
وقرئ (لا تجزء) من أجزأ عنه، إذا أغنى، وعلى هذا تعين أن يكون مصدرا، أي شيئا من الاغناء، وقرئ " لا تجزي نسمة عن نسمة شيئا ".
وتنكير الشئ مع النفيين، للاقناط الكلي والتعميم.
والجملة في محل النصب صفة ليوما، والعائد محذوف، والتقدير لا تجزي فيه، و إن لم نجور حذف يقال: اتسع فيه، فحذف الجار أولا، واجري مجرى المفعول، ثم حذف كما حذف من قوله:
كتبت إليهم كتابا مرارا * فلم يرجع إلى منهم جواب فما أدري أغيرهم تناه * وطول العهد أم مال أصابوا (2) أي أصابوه.
ولا يقبل منها شفعة: من الشفع، فإن المشفوع كان فردا، فجعله الشفيع زوجا بضم نفسه إليه.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: ولا تقبل بالتاء.
ولا يؤخذ منها: أي من النفس الثانية العاصية، أو الأولى.
عدل: المراد به الفدية، وقيل: مطلق البدل، وأصله التسوية، سميت به الفدية، لأنها سويت بالمفدى، والمقصود بالآية: نفي أن يدفع العذاب أحد عن أحد من كل وجه محتمل، فإنه إما أن يكون قهرا أو غيره، والأول النصرة، والثاني إما أن يكون مجانا أو غيره، والأول أن يشفع له، والثاني إما بأداء ما كان عليه وهو أن

(1) سورة البقرة: الآية 279.
(2) وقد استشهد به البيضاوي: ج 1، ص 55، ولم يسم قائله، قال عند تفسيره للآية: ومن لم يجوز حذف العائد المجرور قال: اتسع فيه، فحذف عنه الجار واجري مجرى المفعول به، ثم حذف كما حذف من قوله: أم مال أصابوا.
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»
الفهرست