بدر، وقيل: الفرقان: القرآن، والتقدير: آتينا موسى التوراة وآتينا محمدا الفرقان، فحذف ما حذف لدلالة ما أبقاه عليه.
لعلكم تهتدون: لكي تهتدوا بما في التوراة من البشارة بمحمد (صلى الله عليه وآله) وبيان صفته.
وإذ قال موسى لقومه يقوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم: أي فاعزموا على التوبة.
فاقتلوا أنفسكم: إن كان توبتهم هي قتل الأنفس، وإلا فالمراد إتمام التوبة بالقتل.
وانما جعل القتل توبتهم أو من تمامها، إشارة إلى أن من لم يقتل عدوه وهو النفس يقتله ليعتبر غيرهم، أو إشارة إلى أنهم لما صاروا من حزب العجل جعلوا في زمرته، لان العجل خلق للذبح، والباري الخالق برئ من التفاوت مع التمييز بصور وهيئات مختلفة.
وأصل البرء الخلوص للشئ من غيره، إما على سبيل التفصي كقولهم: برأ المريض من مرضه والمديون من دينه.
أو الانشاء كقولهم: برأ الله آدم من الطين.
واختلف في القتل المأمور به على أقوال:
أحدها: البخع، وهو أن يقتل كل رجل نفسه ويهلكها.
وثانيها: أن المراد به قطع الشهوات، واستعمال القتل على سبيل التوسع.
والثالث: أنهم أمروا بأن يقتل بعضهم بعضا.
والرابع: أنه أمر من لم يعبد العجل أن يقتل العبدة، وروي أن الرجل يرى بعضه وقريبه فلم يقدر المضي لأمر الله، فأرسل ضبابة (1) وسحابة سوداء لا