وفي أصول الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن أحمد بن يونس، عن أبي هاشم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
إنما خلد أهل النار في النار، لان نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا، وإنما خلد أهل الجنة في الجنة، لان نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبدا، فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء، ثم تلا قوله تعالى: " قل كل يعمل على شاكلته " قال: على نيته (1).
والطائفة الامامية هي المقصودة من الآية، فإن من لم يؤمن بخلافة علي (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بلا واسطة لم يؤمن بالقرآن، فهو خارج عن ربقة الاسلام.
يدل على ما ذكرناه ما رواه ثقة الاسلام في الكافي عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: نزل جبرئيل بهذه الآية على محمد (صلى الله عليه وآله) هكذا " وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا في علي فأتوا بسورة من مثله " (2) قال بعض الفضلاء: وإن أردت تأويل الآية في بعض بطونها، فاعلم أن الجنات ثلاثة:
جنة الاختصاص الإلهي: وهي التي يدخلها الأطفال الذين لم يبلغوا، والمجانين الذين ما عقلوا، وأهل الفترات، ومن لم تصل إليه دعوة عن رسول.
والجنة الثانية: جنة ميراث ينالها كل من دخل الجنة ممن ذكرنا ومن المؤمنين، وهي الأماكن التي كانت معينة لأهل النار لو دخلوها.
والجنة الثالثة: جنة الأعمال، وهي التي ينزل الناس فيها بأعمالهم، فمن كان له من الأعمال أكثر كان له من الجنات أكثر، وفي شأن هذه الجنة ورد ما عن النبي (صلى الله عليه وآله): إن الجنة قاع صفصف ليس فيها عمارة، فأكثروا من غراس الجنة في الدنيا، قيل يا رسول الله: وما غراس الجنة؟ قال (صلى الله عليه