[وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (13)] الاستئناف، فإنه يقصد به زيادة تمكن الحكم في ذهن السامع، لوروده عليه بعد السؤال والطلب. وما في كل واحدة من كلمتي (ألا) و (إن) من تأكيد الحكم و تحقيقه.
وتعريف الخبر المفيد حصر المسند على المسند إليه قصر قلب. وتوسيط الفصل المؤكد لهذا الحصر.
وقوله: " لا يشعرون " لدلالته على أن كونهم مفسدين، قد ظهر ظهور المحسوس، لكن لا حس لهم ليدركوه.
وقيل: المبالغة في تعريف المفسدين على قياس ما مر في المفلحين، أنه إن حصلت صفة المفسدين وتحققوا وتصوروا بصورتهم الحقيقية فالمنافقون هم لا يعدون تلك الحقيقة، فيكون الفصل مؤكدا لنسبة الاتحاد الذي هو أقوى من القصر في إفادة المطلوب.
وروي في تفسير تلك الآية: ألا إنهم هم المفسدون بما يغفلون أمور أنفسهم، لان الله يعرف نبيه نفاقهم فهو يلعنهم ويأمر المسلمين بلعنهم، ولا يثق بهم، فهم أعداء المؤمنين، لأنهم يظنون أنهم ينافقونهم كما ينافقون أصحاب محمد، فلا يرفع لهم عندهم منزلة ولا يحل لهم عندهم محل أهل الثقة (1).
وإذا قيل لهم آمنوا: هذا من تمام النصح والارشاد، فإن الايمان مجموع