طبت به نفسا ومن لم يجد * إلا الردى أذعن واستقتلا لم يلق من دوني لها مصرفا * ولم أجد من دونه موئلا قوله " يا زائرا " والبيت الذي بعده والبيتان اللذان قبلهما من أحسن ما وصف به عجل الشيب ونزوله قبل أوانه.
وأما قوله " ليت بياضا جاءني آخرا " البيت، فإنما يريد بالبياض الآخر الشيب والبياض الأول حال المردودة وابيضاض العارضين بفقد الشعر منهما.
وقوله " وليت صبحا ساءني ضوءه " في غاية الطبع والحلاوة. ومعنى " يختلى " أي يقطع، وأصله قطع الخلاء الذي هو الحشيش.
وقوله " حط برأسي يققا أبيضا " تشبيه للشيب بالسيف في لونه وقطعه.
وله من جمله قصيدة:
الآن لما اعتم بالشيب مفرقي * وجلى الدجى عن لمتي لمعانها ونجذني صرف الزمان ووقرت * عن الحلم نفسي وانقضى نزوانها يروم العدى أن تستلان حميتي * وقبلهم أعيا علي حرانها وهذه أبيات لها جزالة وقوة وبلاغة.
وله من أثناء قصيدة:
إلى كم ذا التردد في التصابي * وفجر الشيب عندي قد أضاء فيا مبدي العيوب سقى سواد * يكون على مقانحها غطاء