كشف اللثام (ط.ج) - الفاضل الهندي - ج ٥ - الصفحة ٩٢
وما في توحيد الصدوق من حسن هشام بن الحكم عنه (ع): في قوله تعالى:
" ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " (1) ما يعني بذلك؟ قال: من كان صحيحا في بدنه، مخلى سربه، له زاد وراحلة (2). وما في عيون الأخبار من قول الرضا (ع) فيما كتبه إلى المأمون: وحج البيت فريضة على من استطاع إليه سبيلا، والسبيل الزاد والراحلة مع الصحة (3).
وأما صحيح معاوية بن عمار: سأل الصادق (ع) عن رجل عليه دين أعليه أن يحج؟ فقال: نعم، إن حجة الاسلام واجبة على من أطاق المشي من المسلمين، ولقد كان من حج مع النبي (ص) مشاة، ولقد مر رسول الله (ص) بكراع الغميم فشكوا إليه الجهد والعناء، فقال: شدوا أزركم واستبطنوا، ففعلوا ذلك فذهب عنهم (4).
وخبر أبي بصير: سأله (ع) عن قوله عز وجل: " ولله على الناس " الآية، قال:
يخرج ويمشي إن لم يكن عنده، قال: لا يقدر على المشي، قال: يمشي ويركب، قال: لا يقدر على ذلك - يعني المشي - قال: يخدم القوم ويخرج معهم (5).
فيحملان على من استقر عليه فأخره. وحملهما الشيخ على تأكد الاستحباب، أو التقية (6).
(أما الزاد: فهو أن يملك ما يمونه من القوت والمشروب) والكسوة (بقدر حاله) من حيث حاجته، أو عادته على ما في التذكرة (7).
(إلى الحج وإلى الإياب إلى وطنه) إن أراده، (وإن لم يكن له) به

(١) آل عمران: ٩٧.
(٢) التوحيد: ص ٣٥٠ ح ١٤.
(٣) عيون أخبار الرضا (ع): ج ١ ص ١٢٢ ح ١.
(٤) وسائل الشيعة: ج ٨ ص ٢٩ ب ١١ من أبواب وجوب الحج وشرائطه ح ١.
(٥) وسائل الشيعة: ج ٨ ص ٢٩ ب ١١ من أبواب وجوب الحج وشرائطه ح ٢.
(٦) الإستبصار: ج ٢ ص ١٤١ ذيل الحديث ٦.
(٧) تذكرة الفقهاء: ج ١ ص ٣٠١ س 19.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة